فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.4- الخط الثاني في السورة: أسس بناء الجماعة المسلمة وإعدادها للخلافة وهو من بداية الجزء الثاني:

وهذه السورة التي تضمنت هذا الوصف، وهذا التنبيه، وهذا التحذير، تضمنت كذلك بناء الجماعة المسلمة وإعدادها لحمل أمانة العقيدة في الأرض بعد نكول بني إسرائيل عن حملها قديما، ووقوفهم في وجهها هذه الوقفة أخيرا..
تبدأ السورة- كما أسلفنا- بوصف تلك الطوائف التي كانت تواجه الدعوة أول العهد بالهجرة- بما في ذلك تلك الإشارة إلى الشياطين اليهود الذين يرد ذكرهم فيما بعد مطولا- وتلك الطوائف هي التي تواجه هذه الدعوة على مدار التاريخ بعد ذلك. ثم تمضي السورة على محورها بخطيه الأساسيين إلى نهايتها. في وحدة ملحوظة، تمثل الشخصية الخاصة للسورة، مع تعدد الموضوعات التي تتناولها وتنوعها.
فبعد استعراض النماذج الثلاثة الأولى: المتقين. والكافرين. والمنافقين. وبعد الإشارة الضمنية لليهود الشياطين، نجد دعوة للناس جميعا إلى عبادة الله والإيمان بالكتاب المنزل على عبده. وتحدي المرتابين فيه أن يأتوا بسورة من مثله. وتهديد الكافرين بالنار وتبشير المؤمنين بالجنة، ثم نجد التعجيب من أمر الذين يكفرون بالله: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم}..
وعند هذا المقطع الذي يشير إلى خلق ما في الأرض جميعا للناس تجيء قصة استخلاف آدم في الأرض: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}.. وتمضي القصة تصف المعركة الخالدة بين آدم والشيطان حتى تنتهي بعهد الاستخلاف- وهو عهد الإيمان-: {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}..
بعد هذا يبدأ السياق جولة واسعة طويلة مع بني إسرائيل- أشرنا إلى فقرات منها فيما سبق- تتخللها دعوتهم للدخول في دين الله وما أنزله الله مصدقا لما معهم مع تذكيرهم بعثراتهم وخطاياهم والتوائهم وتلبيسهم منذ أيام موسى عليه السلام وتستغرق هذه الجولة كل هذا الجزء الأول من السورة.
ومن خلال هذه الجولة ترتسم صورة واضحة لاستقبال بني إسرائيل للإسلام ورسوله وكتابه، لقد كانوا أول كافر به. وكانوا يلبسون الحق بالباطل. وكانوا يأمرون الناس بالبر- وهو الإيمان- وينسون أنفسهم. وكانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه. وكانوا يخادعون الذين آمنوا باظهار الإيمان وإذا خلا بعضهم إلى بعض حذر بعضهم بعضا من إطلاع المسلمين على ما يعلمونه من أمر النبي وصحة رسالته! وكانوا يريدونإن يردوا المسلمين كفارا. وكانوا يدعون من أجل هذا أن المهتدين هم اليهود وحدهم- كما كان النصارى يدعون هذا أيضا- وكانوا يعلنون عداءهم لجبريل عليه السلام بما أنه هو الذي حمل الوحي إلى محمد دونهم! وكانوا يكرهون كل خير للمسلمين ويتربصون بهم السوء. وكانوا ينتهزون كل فرصة للتشكيك في صحة الأوامر النبوية ومجيئها من عند الله تعالى- كما فعلوا عند تحويل القبلة- وكانوا مصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين. كما كانوا مصدر تشجيع للمشركين.
ومن ثم تتضمن السورة حملة قوية على أفاعيلهم هذه؛ وتذكرهم بمواقفهم المماثلة من نبيهم موسى عليه السلام ومن شرائعهم وأنبيائهم على مدار أجيالهم. وتخاطبهم في هذا كأنهم جيل واحد متصل، وجبلة واحدة لا تتغير ولا تتبدل.
وتنتهي هذه الحملة بتيئيس المسلمين من الطمع في إيمانهم لهم، وهم على هذه الجبلة الملتوية القصد، المألوفة الطبع. كما تنتهي بفصل الخطاب في دعواهم أنهم وحدهم المهتدون، بما أنهم ورثة إبراهيم. وتبين أن ورثة إبراهيم الحقيقيين هم الذين يمضون على سنته، ويتقيدون بعهده مع ربه؛ وأن وراثة إبراهيم قد انتهت إذن إلى محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به، بعد ما انحرف اليهود وبدلوا ونكلوا عن حمل أمانة العقيدة، والخلافة في الأرض بمنهج الله؛ ونهض بهذا الأمر محمد والذين معه. وأن هذا كان استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام- وهما يرفعان القواعد من البيت: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}.
وعند هذا الحد يبدأ سياق السورة يتجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الجماعة المسلمة من حوله؛ حيث يأخذ في وضع الأسس التي تقوم عليها حياة هذا الجماعة المستخلفة على دعوة الله في الأرض، وفي تمييز هذه الجماعة بطابع خاص، وبمنهج في التصور وفي الحياة خاص.
ويبدأ في هذا بتعيين القبلة التي تتجه إليها هذه الجماعة. وهي البيت المحرم الذي عهد الله لإبراهيم وإسماعيل أن يقيماه ويطهراه ليعبد فيه الله وحده، هذه القبلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب ولا يصرح في الاتجاه إليها: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}.
ثم تمضي السورة في بيان المنهج الرباني لهذه الجماعة المسلمة. منهج التصور والعبادة، ومنهج السلوك والمعاملة، تبين لها أن الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتا بل أحياء. وأن الإصابة بالخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات ليس شرا يراد بها، إنما هو ابتلاء، ينال الصابرون عليه صلوات الله ورحمته وهداه. وأن الشيطان يعد الناس الفقر ويأمرهم بالفحشاء والله يعدهم مغفرة منه وفضلا. وأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، وتبين لهم بعض الحلال والحرام في المطاعم والمشارب. وتبين لهم حقيقة البر لا مظاهره وأشكاله. وتبين لهم أحكام القصاص في القتلى. وأحكام الوصية. وأحكام الصوم. وأحكام الجهاد. وأحكام الحج. وأحكام الزواج والطلاق مع التوسع في دستور الأسرة بصفة خاصة. وأحكام الصدقة وأحكام الربا. وأحكام الدين والتجارة.
وفي مناسبات معينة يرجع السياق إلى الحديث عن بني إسرائيل من بعد موسى. وعن حلقات من قصةإبراهيم. ولكن جسم السورة- بعد الجزء الأول منها- ينصرف إلى بناء الجماعة المسلمة، وإعدادها لحمل أمانة العقيدة، والخلافة في الأرض بمنهج الله وشريعته. وتمييزها بتصورها الخاص للوجود، وارتباطها بربها الذي اختارها لحمل هذه الأمانة الكبرى.
وفي النهاية نرى ختام السورة ينعطف على افتتاحها، فيبين طبيعة التصور الإيماني، وإيمان الأمة المسلمة بالأنبياء كلهم، وبالكتب كلها وبالغيب وما وراءه، مع السمع والطاعة: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين..
ومن ثم يتناسق البدء والختام، وتتجمع موضوعات السورة بين صفتين من صفات المؤمنين وخصائص الإيمان. اهـ.

.قال في صفوة التفاسير:

سورة البقرة: أطول سور القرآن على الإطلاق، وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية، التي تعالج النظم والقوانين التشريعية، التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
- اشتملت هذه السورة الكريمة على معظم الأحكام التشريعية: في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وفى أمور الزواج، والطلاق، والعدة، وغيرها من الأحكام الشرعية.
- وقد تناولت الآيات في البدء الحديث عن صفات المؤمنين، والكافرين، والمنافقين، فوضحت حقيقة الإيمان، وحقيقة الكفر والنفاق، للمقارنة بين أهل السعادة وأهل الشقاء.
ثم تحدثت عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر آدم عليه السلام، وما جرى عند خلقه وتكوينه، من الأحداث والمفاجآت العجيبة، التي تدل على تكريم الله جل وعلا للنوع البشري.
ثم تناولت السورة الحديث بالإسهاب عن أهل الكتاب، وبوجه خاص بني إسرائيل اليهود لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة، فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم، والغدر، والخيانة، ونقض العهود والمواثيق، إلى غير ما هنالك من القبائح والجرائم التي ارتكبها هؤلاء المفسدون، مما يوضح عظيم خطرهم، وكبير ضررهم على البشرية، وقد تناول الحديث عنهم ما يزيد على نصف السورة الكريمة، بدءًا من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} إلى قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}.
- أما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع، لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين الدولة الإسلامية وهم في أمس الحاجة إلى المنهاج الرباني، والتشريع السماوي، الذي يسيرون عليه في حياتهم، سواء ما كان منها في العبادات أو المعاملات، ولذا فإن جماع السورة يتناول الجانب التشريعي، وهو باختصار كما يلي:
أحكام الصوم مفصله بعض التفصيل، أحكام الحج والعمرة، أحكام الجهاد في سبيل الله، شئون الأسرة، وما يتعلق بها، من الزواج، والطلاق، والرضاعه، والعدة، تحريم نكاح المشركات، والتحذير من معاشرة النساء في حالة الحيض، إلى غير ما هنالك من أحكام تتعلق بالأسرة، لأنها النواة الأولى للمجتمع الأكبر، وفى صلاح الأسرة صلاح المجتمع!!.
- ثم تحدثت السورة الكريمة عن جريمة الربا التي تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين، بإعلان الحرب السافرة من الله ورسوله، على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون}.
- وأعقبت آيات الربا بالتحذير من ذلك اليوم الرهيب، الذي يجازى فيه الإنسان على عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} وهي آخر ما نزل من القرآن الكريم، وآخر وحي تنزل من السماء إلى الأرض، وبنزول هذه الآية انقطع الوحي، وانتقل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، بعد أن أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين!.
- وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين إلى التوبة والإنابة، والتضرع إلى الله جل وعلا برفع الأغلال والآصار، وطلب النصرة على الكفار، والدعاء لما فيه سعادة الدارين {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام، ويلتئم شمل السورة أفضل التئام!. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في: {الم ذلك الكتاب}.
هذه السّورة مَدنيَّة.
وهى أَول سورة نزلت بعد هجرة النبي صلَّى الله عليه وسلم إِلى المدينة.
وعدد آباتها مائتان وست وثمانون آية في عدِّ الكوفيِّين، وسبع في عدِّ البصريِّين، وخمس في عدِّ الْحجاز، وأَربع في عدِّ الشاميِّين.
وأَعلى الرّوايات وأَصحُّها العَدّ الكوفىُّ، فإِنَّ إِسناده متَّصل بلعىّ بن أَبى طالب رضي الله عنه.
وعدد كلماته ستَّة آلاف كلمة، ومائة وإِحدى وعشرون كلمة.
وحروفها خمس وعشرون أَلفًا وخَمْسمائة حرف.
وآياتها المختلَف فيها:
اثنتا عشرة آية: أَلم.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ} مصلحون، خائفين، و{قَوْلًا مَعْرُوفًا} {مَاذَا يُنْفِقُوْن} {تَتَّفَكَّرُونَ} خَلق، {ياأُوْلِي الأَلْبَابِ} {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} {مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} {وَلاَ شَهِيد}.
مجموع فواصل آياتها ق م ل ن د ب ر ويجمعها قم لندّبر.
وعلى اللاَّم آية واحدة {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وعلى القاف آية واحدة {وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} آخر الآية المائتين.
وأَمَّا أَسماؤُها:
فأَربعة: البقرة، لاشتمالها على قِصَّة البقرة.
وفى بعض الروايات عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: السورة التي تذكر فيها البقرة.
الثَّانى سورة الكرسىِّ، لاشتمالها على آية الكرسىِّ التي هي أَعظم آيات القرآن.
الثالث سَنام القرآن، لقوله صلَّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لكلِّ شيء سَنَامًا وسَنَام القرآن سورة البقرة».
الرَّابع الزَّهراءُ، لقوله: «اقرءُوا الزَّهراوَيْن البقرة وآل عمران».
وعلى الإِجمال مقصود هذه السُّورة:
مدح مؤمنى أَهل الْكتاب، وذمّ الكفَّار كفَّارِ مكَّة، ومنافقى المدينة، والرّدّ على منكرى النبوّة، وقصة التخليف، والتعليم، وتلقين آدم، وملامة علماءِ الْيهود في مواضع عدَّة، وقصَّة موسى، واستسقائه، ومواعدته ربّه، ومنَّته على بنى إِسرائيل، وشكواه منهم، وحديث البقرة، وقصة سليمان، وهاروت وماروت، والسحرة، والرّدّ على النَّصارى، وابتلاء إِبراهيم عليه السَّلام، كوبناء الكعبة، ووصيَّة يعقوب لأَولاده، وتحويل القبلة، وبيان الصبر على المصيبة، وثوابه، ووجوب السَّعى بين الصفا والمروة، وبيان حُجَّة التَّوحيد، وطلب الحلال، وإِباحة الميتة حال الضرورة، وحكم القِصاص، والأَمر بصيام رمضان، والأَمر باجتناب الحرام، والأَمر بقتال الكفار، والأَمر بالحجِّ والعُمْرة، وتعديد النعم على بنى إِسرائيل وحكم القتال في الأَشهر الحُرُم؛ والسؤال عن الخمر والْمَيْسِر ومال الأَيتام، والحيض؛ والطالق؛ والمناكحات، وذكر العِدّة، والمحافظة على الصلوات، وذكر الصَّدقات والنَّفقات، ومُلْك طالوت، وقتل جالوت؛ ومناظرة الخليل عليه السَّلام؛ ونمْرُود، وإِحياء الموتى بدعاءِ إِبراهيم، وحكم الإِخلاص في النفقة، وتحريم الربا وبيان الزَّانيات، وتخصيص الرّسول صلَّى الله عليه وسلم ليلة المعراج بالإِيمان حيث قال: {ءَامَنَ الرَّسُولُ} إِلى آخر السُّورة.
هذا معظم مقاصد هذه السُّورة الكريمة.
وأَمَّا بيان النَّاسخ والمنسوخ:
ففى ست وعشرين آية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ} م {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا} ن {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} م {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} ن وقيل: محكمة {فَاعْفُوْا وَاصْفَحُوْا} م {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إِلى قوله: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ} ن {فَاَيْنَمَا تُوَلُّوْا} م {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} ن {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ} م {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ} ن {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ} م أُحلَّت لنا ميتتان ودمان، من السُّنة ناسخها ن {الْحَرُّ بِالْحَرِّ} م {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} ن {الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ} م آية المواريث ن {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} م {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ} ن {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} م {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} ن {وَلاَ تَعْتَدُوْا} م {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ} ن {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً} ن {وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} م {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} ن {فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} م بآية السَّيف ن {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ} م {بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ} ن {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} م {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} ن {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} م {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} ن {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} م {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} ن {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} م {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} ن {وَلاَ تَنْكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ} م {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} وقوله: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} ن {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ} م {فَإِنْ طَلَّقَهَا} ن {وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ} م {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا} ن {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} م {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا} ن {وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} م {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ن {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} م آية السَّيف ن {وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ} م {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا} ن {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} م {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا} وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ}. اهـ.